لماذا لا يزال المتخصصون في السوق غير مقتنعين بسوق NFT؟
لماذا لا يقدم الوسطاء الرئيسيون حتى الآن أدوات NFT؟
كيف يمكن للمتداول الاستفادة من سوق NFT دون الاستثمار في مثل هذا السوق الجديد؟
قبل أن نبدأ: ما هو NFT؟
كان مصطلح السلع غير القابلة للاستبدال – الرموز غير القابلة للاستبدال – مفهومًا غير منتشر إلا في أوساط معينة حتى وقت قريب وأصبح الآن موجودًا في كل مكان. يتم تحديد قيمة الرمز أو الأصول في سوق NFT بنفس الطريقة التقليدية لمزادات الفنون الجميلة.
تعتمد قيمة NFT على عدة عوامل مثل ندرتها، وكمية الطلب على العمل الفني، وفي بعض الأحيان يؤثر إسم الفنان الذي صمم هذه الأصول على قيمتها، وبالتأكيد تتأثر أيضاً بتغيرات أسعار العملة المشفرة الأساسية المستخدمة في تداولها. يوجد العديد من المنصات التي تتيح التداول في سوق NFT ويتم تشغيلها عبر شبكة التعاملات الرقمية BlockChain، مثل شبكة Ethereum blockchain الأكثر شيوعاً في هذا المجال. لذلك، إذا كان المتداول يبحث عن شراء أو بيع NFT من خلال إحدى المنصات الموجودة في Ethereum blockchain، فسيحتاج على إلى شراء العملة المشفرة الأصلية لـ Ethereum، الايثر (Ether).
بالعودة الى الموضوع الأساسي
هناك العديد من الأسباب التي تجعل المتخصصين في السوق غير مقتنعين بسوق NFT ، وبعض الأسباب هي:
- يعتمد سوق NFT على الأساليب غير العددية لتقييم الأصول، وبالتالي فهو غير قابل للقياس باستخدام الأساليب الموثوقة والمختبرة لإدارة المحافظ.
- يُنظر إلى سوق NFT بشكل عام على أنه سوق لجامعي الأعمال الفنية، مما يعني انخفاض السيولة وندرة المستثمرين المهتمين في بعض الرموز أو الأصول.
- يرتبط سوق NFT بعدد كبير من التقنيات و/أو يحتوي على العديد من الأصول التي لا يمكن تعقبها أو دراسة خلفيتها بشكل موثوق. بعض التقنيات مثل Metaverse لم يتم تطويرها بالكامل بعد، مما يثير القلق بشأن استقرار السوق أو مصداقية الأصل نفسه.
- إن سوق NFT ليس واضحًا وشفافًا مثل أسواق الفوركس أو الأسهم أو السندات. يتم التلاعب بهذا السوق بسهولة من قبل جهات ذات تأثير، في حين أن سوق الفوركس أكبر من أن يتم التلاعب به من قبل المشاركين في السوق.
يؤمن المتخصصون والمشاركون في السوق المالية باللوائح، والسلطات التنظيمية، وحقيقة أن الوسطاء الخاضعين
للتنظيم الشديد هم أكثر جدارة بالثقة للاستثمار معهم. لم يتم تشريع سوق NFT حتى الآن، لذا يميل الوسطاء الرئيسيون إلى عدم تشغيل أي من خدمات NFT لتجنب أي إشكاليات تنظيمية، وتفادي عدم الوضوح في سوق NFT، والأهم لحماية عملائهم من المخاطر غير المعروفة.
في هذه المرحلة، قد يجادل شخص ما بأن الإنفاق على الأصول الرقمية قفز إلى ما يقرب من 41 مليار دولار في نهاية عام 2021 من مليار دولار فقط في عام 2020. كيف يمكن للمتداول أو المستثمر الاستفادة من سوق NFT دون الاستثمار في مثل هذا السوق الجديد؟
إحصائيًا، إعتمدت إحدى الدراسات مجموعة بيانات أكبر سوقين للعملات المشفرة، وهما Bitcoin و Ether، مع البيانات الأولية التي تم الحصول عليها من coinmarketcap.com وبيانات NFT المأخوذة من تداولات الأسواق الثانوية Decentraland LAND tokens، وصور CryptoPunk، وشخصيات لعبة Axie Infinity ، وبيانات تداولات الأفراد التي تم الحصول عليها من nonfungible.com.
تظهر نتائج الدراسة أنه عندما يتعلق الأمر بالتقلبات في سوق العملات المشفرة، فإن التأثير المباشر على أسواق NFT يكون منخفضاً جداً، مما يشير إلى أن NFT وسوق العملات المشفرة مختلفان عن بعضهما البعض ولا يؤثران بالضرورة على بعضهما البعض بطريقة ذات قيمة إحصائية.
ولكن عند النظر بشكل أعمق إلى العملات المستخدمة في تداول الروز غير القابلة للإسترداد، فإن العملات التي إرتفعت بشكل ملحوظ مؤخرًا هي إيثر (Ether) وسولانا (Solana). تُستخدم هاتان العملتان كثيرًا في تداول العملات الأجنبية (NFT)، ولم يؤد استنزاف السيولة من العملات الأخرى إلى تغيير الحجم أو القيمة الإجمالية لسوق العملات المشفرة، ولكنه حوّلها من عملة إلى أخرى.
بمجرد توضيح هذه النقطة، فإن طريقة الاستفادة من سوق NFT دون الاستثمار في NFT هي من خلال تتبع العملات المستخدمة والمطلوبة للتداول على أكبر منصات NFT. سيسمح ذلك للمتداولين بالاستفادة من الرافعة المالية التي يوفرها الوسطاء لتداول العقود مقابل الفروقات على العملات المشفرة لزيادة العائدات وفي نفس الوقت إنتهاز الفرص التي توفرها السيولة المرتفعة.
في الختام، فإن سوق الفوركس منظم، ويوفر سيولة أعلى، ويتيح التداول بإستخدام الروافع المالية، ويحصر المخاطر ضمن النطاق المعروف. هذه هي الأسباب الرئيسية التي تجعل خبراء الاستثمار لا يزالون يفضلون عدم الخوض في سوق حديث الولادة مثل سوق الرموز غير القابلة للإسترداد.
